Tuesday, November 5, 2019

ما سر رواج الويسكي الاسكتلندي عالميا؟

كثيرا ما يبدو الويسكي الاسكتلندي، لمن لا يألفه، محاطا بسحابة من الغموض. وقد أسهمت هذه الصورة في رواج مشروب الويسكي عالميا.

يقول بلير بومان، الذي يروج لمشروب الويسكي: "اعتدت أن أكشف للناس الأساطير والخرافات حول الويسكي". ولهذا لا يطيق يومان صبرا على السماع لأفكار الآخرين القديمة والمعتادة عن طرق تناول هذا المشروب الذي يُقطّر منذ القرن الخامس عشر على الأقل.

ويقول إنه بإمكانك أن تشرب الويسكي كما يحلو لك ولا تدع أحدا يملي عليك طريقته الخاصة. ويفضل بومان أن يخلطه مع جعة الزنجبيل.

ويرى البعض أن سبب شهرة الويسكي الاسكتلندي هو أنه يحمل عبق تاريخ اسكتلندا وثقافتها وعصارة خبرة صانعي الخمور في اسكتلندا.

وقد انتعشت صادرات الويسكي الاسكتلندي إلى بعض الأسواق الأجنبية في الآونة الأخيرة. وفي عام 2018، بلغت صادرات الويسكي الاسكتلندي إجمالا 4.7 مليار جنيه استرليني، بزيادة قدرها ثمانية في المئة عن عام 2017.

وصدّرت المملكة المتحدة هذا العام أكثر من مليار زجاجة ويسكي اسكتلندي إلى الخارج. وشكلت هذه المبيعات 70 في المئة من صادرات اسكتلندا للمواد الغذائية والمشروبات، و21 في المئة من إجمالي صادرات المملكة المتحدة.

وتعكس هيمنة تجارة الويسكي على الاقتصاد الاسكتلندي أهمية التخصص في منتج معين لإتقان صناعته والبراعة فيه. إذ يركز قطاع الأغذية والمشروبات في اسكتلندا على تصنيع الخمور، لكن نكهة الويسكي نفسها تختلف باختلاف المنطقة وطريقة التصنيع ومعمل التقطير الذي ينتجها.

غير أن ظهور أسواق جديدة وتغير الأذواق يمثلان تحديا جديدا أمام صانعي الويسكي الذين يبذلون قصارى جهدهم لإرضاء أذواق الزبائن المختلفة.

ويفضل الكثيرون ويسكي الشعير المقطر في معمل تقطير واحد، نظرا لارتباطه بمكان معين، ويسهم هذا النوع من الويسكي بحصة أقل من الصادرات الاسكتلندية مقارنة بالويسكي المخلوط، لكن شعبيته تتزايد بوتيرة متسارعة. إذ زادت قيمة صادراته بنسبة تفوق 11 في المئة في عام 2018.

ويحظى الويسكي المقطر في معمل تقطير واحد بجاذبية خاصة، ويتفنن البائعون في ربط أنواع الويسكي بمعامل تقطير معينة، مثل معامل التقطير في جزيرة آيلاي، حيث تصنع أفضل أنواع الويسكي المدخن.

ولم يكن من المستغرب أن يحاول صانعو الويسكي الاسكتلنديون الإيحاء للزبائن بأن المشروب الذي يحتسونه يرتبط بمكان معين، لأن الزبون سيرغب في شراء نفس النوع مرارا وتكرار ومن ثم تزيد المبيعات.

ويتميز الويسكي الاسكتلندي بتنوع نكهاته، ما بين المدخن المفعم بالنكهات إلى الويسكي الخفيف الممزوج بمذاق الفاكهة والأزهار. ولهذا اكتشف أصحاب معامل التقطير أن بعض الأنواع تروق لأسواق دون غيرها في الأسواق الناشئة، وهذا يساعد في زيادة الأرباح كلما زاد الإقبال عليه في أحد البلدان.

وتبنت هذه الفكرة مصانع تقطير عديدة في اسكتلندا منها "تامدو"، الذي اشتراه الملاك الحاليون عام 2012، بمحتوياته من البراميل الخشبية المملوءة بالويسكي المعتق.

ويقول ساندي ماكلنتاير، مدير المصنع، إن مصنع "تامدو" يحقق نموا مطردا، لأنه يستهدف أسواق الدول الآسيوية.

ويقع معمل "تامدو" في المنطقة المحيطة بنهر سباي، التي اشتهرت بصناعة الويسكي بالفواكه، لأن الكثير من الويسكي المقطر في هذه المنطقة يعتق في براميل نبيذ الشيري الإسباني.

إذ تُملأ البراميل في البداية بنبيذ الشيري وتترك لفترة تتراوح بين 18 شهرا وعامين. وعندما يوضع الويسكي في البراميل، يكتسب لون نبيذ الشيري ورائحته اللذين امتصهما الخشب. ويحظى الويسكي المعتق في هذه البراميل بشعبية كبيرة في آسيا. ولهذا يستهدف معمل "تامدو" هذه المنطقة للتصدير.